آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

الأوضاع العسكرية للجزائر قبل الاحتلال الفرنسي

الأوضاع العامة للجزائر قبل الاحتلال الفرنسي


الأوضاع العسكرية للجزائر قبل الاحتلال الفرنسي
إن الأوضاع العامة للجزائر سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية تأثرت بشكل كبير بطبيعة و خصائص الحكم العثماني بها الذي استمر ما يزيد عن ثلاثة قرون من جهة ، و بشخصيات الحكام الأتراك من جهة أخرى ، حيث تميزت هذه الأوضاع بالاستقرار و الازدهار في بعض الأحيان و الاضطرابات و الانحطاط أحيانا أخرى .

و في هذا الموضوع سنتحدث عن الأوضاع العامة للجزائر قبل الاحتلال الفرنسي سنتناول الفترة التي بدأت فيها الجزائر تأخذ منعرجا خطيرا بنهاية القرن 16 ، بعد أن كانت تتمتع بمكانة مرموقة و هيبة دولية ، مركزين على الفترة الأخيرة من حكم الدايات ( 1800-1830 ) ، و التي عرفت فيها الجزائر تدهورا عاما طرأ على مجالات الحياة السياسية والعسكرية و الاقتصادية و الاجتماعية .

الأوضاع العسكرية  للجزائر قبل الاحتلال الفرنسي : 

 واجهت الجزائر و الدولة العثمانية تهديدات خارجية كبيرة ، خاصة من جانب اسبانيا و الدول الايطالية و فرسان مالطة ، مما جعلها ( أي الجزائر ) تهتم بأسطولها الحربي تدفع به الغارات المسيحية عن مدتها و سواحلها ، و تحمي التجارة الاسلامية و المهاجرين الأندلسيين ، و حجاج بيت الله الحرام من اعتداءات القراصنة الأوروبيين ، و تدعم به الدولة العثمانية في حروبها ، و تغنم من خصومها . يجدر بالذكر أن الدوافع الروحية التي كانت وراء الجهاد البحري للأسطول الجزائري ضعفن بالتدريج ، ليصبح الربح هو مبدأه الأساس.

و قد كانت النواة الأولى لأسطول الجزائر تلك السفن التي أتى بها الأخويين خير الدين و عروج لإنجاد إخوانهم المسلمين في بجاية و الجزائر ، و عددها أربعة عشر وحدة . 
تمركز الأسطول في مدينة الجزائر التي حصن ميناؤها و دعم بالمدافع ، ليصبح قاعدة بحرية هامة في بناء المراكب الجديدة و اصلاح القديمة و المعطوبة و تجهيزها. كما أصبحت موانئ المدن الساحلية الأخرى كشرشال و دلس و بجاية و جيجل و عنابة و تنس قواعد أخرى للأسطول. و كان الخشب يجلب من غابات شرشال و جرجرة و بجاية و جيجل و القل ، كما أنشئت مصانع لصناعة المدافع و البارود و الذخيرة و قطع الغيار .

بلغ الأسطول الجزائر أوج قوته في منتصف القرن 17 مكنته من صد و افشال جل الحملات العسكرية على الجزائر كالحملات الاسبانية و الفرنسية و الهولندية و غيرها ، كما كان الأسطول درعا واقيا للسواحل المغاربية ضد القرصنة و العدوان الأوروبي. 
و قد تعاظم دور الأسطول الجزائري في حماية التجارة الدولية من القراصنة المتربصين عبر البحر .
لكن دور البحرية و نشاط الأسطول الجزائري بدأ يتضاءل مع مطلع القرن 19 إلى أن اضمحل نهائيا سنة 1830 ، و يعود انهيار الأسطول إلى العوامل التالية :


  • · اتفاق الدول الأوروبية على ضرورة التصدي للجزائر و تقليص دورها .
  • · تقييد الجزائر بمعاهدات شراء سلامة تجارات الدول الأوروبية مقابل بعض الهدايا و الغرامات ، مما قل من نشاطات الأسطول الجزائري فتقلص عدد قطعه من حوالي 100 قطعة عام 1588 إلى 14 قطعة رئيسية سنة 1825 .
  • · الغارات المسيحية المتكررة على مدينة الجزائر ، و من أخطرها هجوم الأسطول الانجليزي الهولندي المؤلف من 39 بارجة بقيادة اللورد الأميرال اكسموث في 27 أوت 1816 ، و تمكن من تخريب قسم من أسوار مدينة الجزائر و مبانيها و مينائها ، و تدمير معظم أسطولها.
  • · اشتراكه في حروب الدولة العثمانية ، و آخرها معركة نافارين 1827 أثناء حرب اليونان التي دمر فيها ما تبقى من الأسطول.
  • · تخلف صناعة السفن الجزائرية و مهارة الأسطول قياسا إلى التقدم الصناعي الهام الذي أحرزته مثيلاتها في دول الغرب ، و المهارة الفنية التي اكتسبتها الأساطيل الأوروبية .

و على صعيد آخر ارتكبت الجزائر خطأ فادحا يتمثل في تخليها عن الصناعة البحرية ( كانت تصنع بواخرها الحربية بنفسها ) نظرا لانشغال التقنيين و المهندسين و الفنيين في الحرب ، و كذلك بسبب تنازلها عن غابات الكرستا الموجودة ببجاية لفائدة التجار اليهود و في مقدمتهم بكري و بوشناق، حيث أقدم هذين الرجلين على بيع أخشاب الغابات إلى انجلترا التي اهتمت بصناعتها البحرية و كرست كل جهودها لتطويرها ، و عليه فالجزائر توقفت عن الصناعة البحرية و بريطانيا ضاعفت المجهود .

مقتطف من محاضرة للدكتورة بوزيفي وهيبة يمكنكم الاطلاع عليها من خلال الضغط على العنوان التالي :

== / لمحة عن الأوضاع العامة للجزائر قبل الاحتلال الفرنسي

عن الكاتب

محمد دوس

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مكتبة العلوم الانسانية