عهد البايلر بايات ( 1518 -1587 ) :
يمثل هذا العصر أزهى عصور الحكم التركي في الجزائر ، حيث ازدهرت البلاد في هذه الفترة من النواحي التعليمية و الاقتصادية ز العمرانية ، و ذلك بفضل التعاون بين فئة الرياس في القيادة و أبناء الجزائر ، و قد ساهم في تنمية البلاد و ازدهارها مهاجرو الأندلس الذين وظفوا خبراتهم و مهاراتهم في ترقية المهن و البناء العمراني و تقوية الاقتصاد الجزائري .
و يمكن تلخيص عصر البايلر بايات من خلال أبرز خصائصه و انجازاته كالتالي :
أهم الأحداث التي شهدتها فترة البايلربايات :
أ- على الصعيد الداخلي :
امتازت هذه مرحلة على المستوى السياسي الداخلي بالقوة و توطيد ركائز الحكم ، و توحيد رقعة البلاد ، حيث استطاع البايلربايات أن يحققوا الوحدة الإقليمية و السياسية للجزائر ، التي امتد نفوذها و سيطرتها إلى كل الجهات شرقا و غربا و جنوبا ، و القضاء على كل الإمارات المحلية : إمارة تلمسان ، الإمارات الحفصية في قلعة بني عباس ، قسنطينة و عنابة ، و إمارة جبل كوكو بالقبائل ، و يعد "صالح رايس" البطل في تحقيق هذه الوحدة ، لاجتهاده في مد نفوذ الأتراك إلى واحات الجنوب و قضى على الدولة الزيانية بتلمسان ، و قام بفرض طاعة سلطة الجزائر على كل المناطق .
و فيما يخص تنظيم البلاد اداريا فقد كان لجهود صالح رايس أثر في ذلك بعد أن امتد نفوذ السلطة التركية إلى معظم المناطق الشرقية و الغربية و الجنوبية للجزائر ، حيث اهتم البايلرباي حسن باشا ابن خير الدين في ولايته الثانية بتنظيم إدارتها ، إذ قسمها إلى أربعة بايلكات (عمالات) :
أما على المستوى الاقتصادي و العمراني ، فقد اهتم البايلربايات بتشييد المساجد وسخروا الأوقاف الطائلة على مشاريع البر و الإحسان ، و شهدت مدينة الجزائر العاصمة خاصة حركة عمرانية كبيرة ،بالإضافة إلى بناء الحصون ، المدارس ، القصور ، حمامات ، مستشفيات ، و قلاع ضخمة لا تزال آثارها شاهدة إلى الوقت الحالي.
و من الناحية الاقتصادية امتازت البلاد بغناها الاقتصادي الكبير مصدره الثروات الزراعية و الحيوانية ، و ما يأتيها من أموال الزكاة على الماشية و الحبوب و الزيتون و أنواع المدخولات الأخرى من رسوم وضريبة الصادرات و خمس غنائم البحر التي كان يغنمها الرياس و أموال الجزية التي كانت مفروضة على الدول الأوروبية ، و على المستوى الصناعي فقد عرفت الصناعة تطورا كبيرا مثل : صناعة النسيج ، البرانس ، الزرابي ، و الحياك ، كما كانت تصدر كميات وفيرة من الحبوب و البضائع : الصوف ، الجلود ، الشمع و النسيج إلى الخارج.
ب- على الصعيد الخارجي :
كان ولاة هذا العهد كلهم أقوياء اثبتوا جدارتهم سواء في الداخل أو الخارج ، و بفضل مركزهم ومكانتهم مدوا سيطرتهم على تونس و طرابلس ، و تحكموا في تسييرها و الوصاية عليها ، فبحكم لقبهم البايلرباي يعينون باشوات تونس و طرابلس ، و ذلك نيابة على الدولة العثمانية و كذا من يخلفهم بالجزائر عندما ينتقل أحدهم .
أما على مستوى العلاقات السياسية الخارجية فقد استطاعت الجزائر بفضل امتلاكها لأسطول قوي ، أن تفرض إرادتها على الدول الأوروبية و إرغامها على دفع إتاوات مقابل ضمان الأمن و السلام لمراكبها في حوض البحر الأبيض المتوسط . حيث استفحل في تلك الفترة نشاط القرصنة في البحر المتوسط .و بالتالي كانت علاقة الجزائر مع أوروبا في هذه الفترة علاقة القوي بالضعيف ، و كانت الجزائر بطبيعة الحال هي القوية .
و من جهة أخرى تنافست الدول الأوروبية على اقامة علاقات دبلوماسية و تجارية مع الجزائر ، لكن هذا التفوق العسكري جعلها مستهدفة من طرف الدول الأوروبية التي عملت دون هوادة من أجل تكسير شوكتها و تقليص دورها و مكانتها الدولية ، و هذا ما تم تجسيده في مؤتمر فيينا و اكس لاشابيل.
و على صعيد آخر اشتدت في هذه الفترة الحملات الاسبانية على الموانئ الجزائرية ، حيث شنت اسبانيا حملة ضخمة على مدينة الجزائر في أوت 1519 ، و حملة شارلكان (Charles Quint ) الشهيرة سنة 1541 ، باءت كلها بالفشل .
كما شهدت فترة البايلربايات بداية تسرب النفوذ الفرنسي إلى الجزائر ، نتيجة للعلاقات الطيبة التي كانت تربط بين فرنسا و الامبراطورية العثمانية ، وبسبب عداء الجزائريين و الأتراك للأسبان ، إضافة إلى تنافس فرنسا التقليدي حول وراثة مشاكل القارة الإفريقية. " و تعود العلاقات الطيبة بين الدولتين إلى أيام السلطان سليمان القانوني و فرانسوا الأول ، حيث حصلت فرنسا على امتيازات واسعة في أملاك الخلافة العثمانية عام 1535. و من أهم هذه الامتيازات نذكر صيد المرجان بالسواحل الشرقية الجزائرية ( القالة ، عنابة و القل ) ، و قاموا بإنشاء حصن القالة الفرنسي سنة 1561 ، و تدعم ذلك الامتياز بعد توقيع معاهدة السلم و التجارة بين الطرفين في عام 1628 .مع العلم أن هذه الامتيازات تسببت في إحداث أضرار جسيمة للتجارة الجزائرية التي أصبحت موجهة لخدمة الأسواق الأوروبية . كما شارك الأسطول الجزائري الناشئ في الحرب الفرنسية ضد اسبانيا .
مقتطف من محاضرة للدكتورة بوزيفي وهيبة يمكنكم الاطلاع عليها من خلال الضغط على العنوان التالي :
== / الجزائر في ظل الحكم التركي العثماني ( 1518م -1830م)
يمثل هذا العصر أزهى عصور الحكم التركي في الجزائر ، حيث ازدهرت البلاد في هذه الفترة من النواحي التعليمية و الاقتصادية ز العمرانية ، و ذلك بفضل التعاون بين فئة الرياس في القيادة و أبناء الجزائر ، و قد ساهم في تنمية البلاد و ازدهارها مهاجرو الأندلس الذين وظفوا خبراتهم و مهاراتهم في ترقية المهن و البناء العمراني و تقوية الاقتصاد الجزائري .
و يمكن تلخيص عصر البايلر بايات من خلال أبرز خصائصه و انجازاته كالتالي :
- · دام عهد البايلر بايات مدة 70 سنة .
- · يأتي قرار تعيين الحاكم في الجزائر من طرف السلطان العثماني .
- · كانت السلطة في يد رياس البحر أو جنود البحرية .
- · تحرير برج فنار عام 1529 من الاسبان ، و تحرير بجاية من الاحتلال الاسباني عام 1555 ، و إنهاء الوجود الاسباني في تونس عام 1574 م.
- · ازدهرت الجزائر في هذه الفترة التي تميزت الحياة السياسية فيها بالاستقرار و تحالف الجميع ضد العدو الاسباني .
- · بداية بناء الأسطول الجزائري و تأسست فيها الوحدة الإقليمية للجزائر .
أهم الأحداث التي شهدتها فترة البايلربايات :
أ- على الصعيد الداخلي :
امتازت هذه مرحلة على المستوى السياسي الداخلي بالقوة و توطيد ركائز الحكم ، و توحيد رقعة البلاد ، حيث استطاع البايلربايات أن يحققوا الوحدة الإقليمية و السياسية للجزائر ، التي امتد نفوذها و سيطرتها إلى كل الجهات شرقا و غربا و جنوبا ، و القضاء على كل الإمارات المحلية : إمارة تلمسان ، الإمارات الحفصية في قلعة بني عباس ، قسنطينة و عنابة ، و إمارة جبل كوكو بالقبائل ، و يعد "صالح رايس" البطل في تحقيق هذه الوحدة ، لاجتهاده في مد نفوذ الأتراك إلى واحات الجنوب و قضى على الدولة الزيانية بتلمسان ، و قام بفرض طاعة سلطة الجزائر على كل المناطق .
و فيما يخص تنظيم البلاد اداريا فقد كان لجهود صالح رايس أثر في ذلك بعد أن امتد نفوذ السلطة التركية إلى معظم المناطق الشرقية و الغربية و الجنوبية للجزائر ، حيث اهتم البايلرباي حسن باشا ابن خير الدين في ولايته الثانية بتنظيم إدارتها ، إذ قسمها إلى أربعة بايلكات (عمالات) :
- - بايلك الجزائر و مركزها مدينة الجزائر ( دار السلطان )
- - بايلك الشرق و مركزها مدينة قسنطينة.
- - بايلك التيطري و مركزها مدينة المدية.
- - بايلك الغرب و مركزها مدينة مازونة ثم معسكر ثم وهران.
أما على المستوى الاقتصادي و العمراني ، فقد اهتم البايلربايات بتشييد المساجد وسخروا الأوقاف الطائلة على مشاريع البر و الإحسان ، و شهدت مدينة الجزائر العاصمة خاصة حركة عمرانية كبيرة ،بالإضافة إلى بناء الحصون ، المدارس ، القصور ، حمامات ، مستشفيات ، و قلاع ضخمة لا تزال آثارها شاهدة إلى الوقت الحالي.
و من الناحية الاقتصادية امتازت البلاد بغناها الاقتصادي الكبير مصدره الثروات الزراعية و الحيوانية ، و ما يأتيها من أموال الزكاة على الماشية و الحبوب و الزيتون و أنواع المدخولات الأخرى من رسوم وضريبة الصادرات و خمس غنائم البحر التي كان يغنمها الرياس و أموال الجزية التي كانت مفروضة على الدول الأوروبية ، و على المستوى الصناعي فقد عرفت الصناعة تطورا كبيرا مثل : صناعة النسيج ، البرانس ، الزرابي ، و الحياك ، كما كانت تصدر كميات وفيرة من الحبوب و البضائع : الصوف ، الجلود ، الشمع و النسيج إلى الخارج.
ب- على الصعيد الخارجي :
كان ولاة هذا العهد كلهم أقوياء اثبتوا جدارتهم سواء في الداخل أو الخارج ، و بفضل مركزهم ومكانتهم مدوا سيطرتهم على تونس و طرابلس ، و تحكموا في تسييرها و الوصاية عليها ، فبحكم لقبهم البايلرباي يعينون باشوات تونس و طرابلس ، و ذلك نيابة على الدولة العثمانية و كذا من يخلفهم بالجزائر عندما ينتقل أحدهم .
أما على مستوى العلاقات السياسية الخارجية فقد استطاعت الجزائر بفضل امتلاكها لأسطول قوي ، أن تفرض إرادتها على الدول الأوروبية و إرغامها على دفع إتاوات مقابل ضمان الأمن و السلام لمراكبها في حوض البحر الأبيض المتوسط . حيث استفحل في تلك الفترة نشاط القرصنة في البحر المتوسط .و بالتالي كانت علاقة الجزائر مع أوروبا في هذه الفترة علاقة القوي بالضعيف ، و كانت الجزائر بطبيعة الحال هي القوية .
و من جهة أخرى تنافست الدول الأوروبية على اقامة علاقات دبلوماسية و تجارية مع الجزائر ، لكن هذا التفوق العسكري جعلها مستهدفة من طرف الدول الأوروبية التي عملت دون هوادة من أجل تكسير شوكتها و تقليص دورها و مكانتها الدولية ، و هذا ما تم تجسيده في مؤتمر فيينا و اكس لاشابيل.
و على صعيد آخر اشتدت في هذه الفترة الحملات الاسبانية على الموانئ الجزائرية ، حيث شنت اسبانيا حملة ضخمة على مدينة الجزائر في أوت 1519 ، و حملة شارلكان (Charles Quint ) الشهيرة سنة 1541 ، باءت كلها بالفشل .
كما شهدت فترة البايلربايات بداية تسرب النفوذ الفرنسي إلى الجزائر ، نتيجة للعلاقات الطيبة التي كانت تربط بين فرنسا و الامبراطورية العثمانية ، وبسبب عداء الجزائريين و الأتراك للأسبان ، إضافة إلى تنافس فرنسا التقليدي حول وراثة مشاكل القارة الإفريقية. " و تعود العلاقات الطيبة بين الدولتين إلى أيام السلطان سليمان القانوني و فرانسوا الأول ، حيث حصلت فرنسا على امتيازات واسعة في أملاك الخلافة العثمانية عام 1535. و من أهم هذه الامتيازات نذكر صيد المرجان بالسواحل الشرقية الجزائرية ( القالة ، عنابة و القل ) ، و قاموا بإنشاء حصن القالة الفرنسي سنة 1561 ، و تدعم ذلك الامتياز بعد توقيع معاهدة السلم و التجارة بين الطرفين في عام 1628 .مع العلم أن هذه الامتيازات تسببت في إحداث أضرار جسيمة للتجارة الجزائرية التي أصبحت موجهة لخدمة الأسواق الأوروبية . كما شارك الأسطول الجزائري الناشئ في الحرب الفرنسية ضد اسبانيا .
مقتطف من محاضرة للدكتورة بوزيفي وهيبة يمكنكم الاطلاع عليها من خلال الضغط على العنوان التالي :
== / الجزائر في ظل الحكم التركي العثماني ( 1518م -1830م)
اعطيوني التعريف
ردحذفشكرا استفدت كثيرا من جميع المقالات التي وضعتها ساعدتني كثيرا في فهم وتلخيص المحاضرات
ردحذف