عهد الآغاوات ( 1659-1671) :
تعتبر هذه الفترة من أقصر فترات الحكم العثماني في الجزائر ، حيث عرفت فيها البلاد اضطرابات سياسية كبيرة في نظام الحكم ، من انقلابات ، و اغتيالات ، و فساد ، و تعرض الحكم التركي فيها لهزات عنيفة عجز فيها عن توفير الأمن و الاستقرار الداخلي.
و يصف معظم المؤرخين عصر الآغاوات بالدموي و ذلك لكثرة عمليات الاغتيال التي يرجعون سببها أساسا إلى طبيعة تعيين الآغا ، و المتمثلة في انتخاب آغا جديد من طرف الجند كل شهرين حسب الأقدمية من بين ضباط الانكشارية ، و هو ما يشكل بحد ذاته خطرا على السلطة ، انعكس بدوره سلبا على المجتمع . و برغم قصر فترة نظام الأغوات فقد تعاقب أربعة منهم على الحكم كلهم قضوا اغتيالا ، حتى أن الجند لم يجدوا من يقبل بهذا المنصب الذي أصبح أقبل السبل للموت.
و من أهم خصائص هذا العهد نذكر :
أما فيما يخص أهم الأحداث التي شهدتها فترة حكم الآغاوات فنلخصها فيمايلي :
أ- على الصعيد الخارجي :
- برز الصراع بين فرنسا و انجلترا حول السيطرة على افريقيا الشمالية.
- كثرت الغارات البحرية الفرنسية ضد الجزائر ، ففي عام 1663 شنت فرنسا حملة عسكرية بقيادة الدوق دوبوفور ( Duc Beaufourt ) للاستيلاء على مدينة الجزائر ، و لكن هذه المحاولة باءت بالفشل ، فنظمت حملة أخرى انطلقت من ميناء تولون ( Toulon ) يوم 23 جويلية 1664 تحتوي على 83 سفينة و 8000 عسكري بقيادة كولبير( Colbert ) و الدوق دوبوفور و نزلت بجيجل ، لكن سكانها و الأتراك أجبروهم على الرحيل بعد معركة دموية خسرت فيها فرنسا العديد من بواخرها و جنودها . فكرر ملك فرنسا لويس الرابع عشر عام 1665 هجوما آخر فاشلا على كل من مدن شرشال و القل و جيجل ، و لم يعد السلم بين الدولتين إلا بإبرام اتفاقية جديدة مع فرنسا. في 7 ماي 1666 التي نصت على اطلاق الأسرى من الجانبين و مسالمة سفن الجانبين في البحار ، و بعد إبراهم المعاهدة حصل هدوء نسبي بين البلدين لتدخل قوات أخرى في الصراع .
- قامت انجلترا عام 1669 بشن هجوم على الجزائر و الاعتداء على مراكبها في عرض البحر لكن المدفعية الجزائرية أجبرتها على العودة ، و في سنة 1671 هاجم الانجليز ميناء بجاية و أضرموا النار في اثني عشر مركب جزائري ، كما هاجموا ميناء الجزائر و اضرموا النار في ثلاثة مراكب .
- دخل حلبة الصراع ضد الجزائر إلى جانب الفرنسيين و الانجليز كل من الاسبان و الهولنديين ، و كاد الأمر يتحول الى تحالف أوروبي ضد الجزائر ، إلا أنها تفطنت وفوتت الفرصة فصالحت الهولنديين عام 1663 لمحاربة الفرنسيين ، و صالحت الفرنسيين لتحارب الانجليز و الهولنديين ، و في عام 1671 صالحت الانجليز لتعود الى الحرب مع فرنسا و هكذا.
ب- على الصعيد الداخلي :
- الانفصال عن الخلافة العثمانية و الاستقلال بالجزائر من الناحية الشكلية .
- امتنع الرياس عن تقديم الدعم الاقتصادي للانكشاريين " الطبقة الحاكمة" و كانوا يسعون إلى إثارة الاضطرابات ضد الأغوات محاولة منهم لاستعادة السلطة التي سلبت منها.
- عدم رضا الأهالي عن الطبقة الانكشارية .
- فشل الآغوات في فرض نفوذهم على السلطة ، كما شبت عدة ثورات ضدهم في جهات كثيرة مثل: العاصمة ، و بلاد القبائل عام 1668 م ، نالت من هيبتهم ، و جعلتهم عاجزين على القبض بزمام الأمور. الأمر الذي شجع طائفة رياس البحر لاستعادة مكانتهم .
و بعد اغتيال علي أغا عام 1671. ألغي هذا النظام بقرار من ديوان الأوجاق و الذي عوض بنظام الدايات ، حيث يظل الداي في الحكم طوال حياته دون أن يكون له الحق في تعيين من يخلفه.
مقتطف من محاضرة للدكتورة بوزيفي وهيبة يمكنكم الاطلاع عليها من خلال الضغط على العنوان التالي :
== / الجزائر في ظل الحكم التركي العثماني ( 1518م -1830م)
تعتبر هذه الفترة من أقصر فترات الحكم العثماني في الجزائر ، حيث عرفت فيها البلاد اضطرابات سياسية كبيرة في نظام الحكم ، من انقلابات ، و اغتيالات ، و فساد ، و تعرض الحكم التركي فيها لهزات عنيفة عجز فيها عن توفير الأمن و الاستقرار الداخلي.
و يصف معظم المؤرخين عصر الآغاوات بالدموي و ذلك لكثرة عمليات الاغتيال التي يرجعون سببها أساسا إلى طبيعة تعيين الآغا ، و المتمثلة في انتخاب آغا جديد من طرف الجند كل شهرين حسب الأقدمية من بين ضباط الانكشارية ، و هو ما يشكل بحد ذاته خطرا على السلطة ، انعكس بدوره سلبا على المجتمع . و برغم قصر فترة نظام الأغوات فقد تعاقب أربعة منهم على الحكم كلهم قضوا اغتيالا ، حتى أن الجند لم يجدوا من يقبل بهذا المنصب الذي أصبح أقبل السبل للموت.
و من أهم خصائص هذا العهد نذكر :
- · السلطة التنفيذية بيد أحد أعضاء الجيش الانكشاري ، أما السلطة التشريعية فيتولاها الديوان .
- · أصبحت طائفة الرياس تحتل مكانة ثانوية في شؤون الحكم ، و بالمقابل سيطرة الانكشارية على السلطة .
- · قرر ديوان الانكشارية أن يتولى الآغا الحكم عن طريق الانتخاب ، على أن يبقوا في الحكم لمدة شهرين اثنين فقط ، و بالتالي أصبح الديوان هو الذي يقوم بانتخاب " الآغا " المنتدب للحكم ، بعدما كان الحاكم يعين من قبل السلطان العثماني خلال مرحلتي " البيلربايات ، و الباشاوات. "
- · اضمحلال نفوذ السلطان العثماني و غياب السيادة العثمانية في الجزائر ، و نتج عن ذلك استياء تركيا من انفصال حكام الجزائر عنها و قطع كل المساعدات عنهم.
- و في هذا الصدد أرسل الصدر الأعظم " كوبرلو محمد بن باشا " فرمانا إلى الجزائريين يخبرهم فيه " أخيرا لن نرسل إليكم واليا ، بايعوا من تريدون ...لدينا الآلاف من الممالك مثل الجزائر ..."
- · و ضع الاغتيال كقاعدة أساسية لكي يحل آغا جديد محل آغا قديم رفض التخلي عن السلطة ، وانتهت مدته ، الأمر الذي جعل كل الآغاوات يقتلون عندما حاولوا عدم التخلي عن مناصبهم .
- · استفحال الصراعات المحلية سواء بين ضباط الجيش البري أو ضباط الجيش البحري ، و تذمر أبناء الشعب من الفساد السياسي و انتشار الفوضى في البلاد .
- · نجح " اليولداش " في قلب نظام الحكم و الانفصال عن العثمانيين و الحد من سلطة " الرياس" لكنهم فشلوا في انشاء نظام سياسي ديمقراطي ناجح.
- · كان الانقلاب على الباشوات عبارة عن انتقام من طائفة أو فئة الرياس التي كانت كلمتها مسموعة غي عهد الباشاوات .
أما فيما يخص أهم الأحداث التي شهدتها فترة حكم الآغاوات فنلخصها فيمايلي :
أ- على الصعيد الخارجي :
- برز الصراع بين فرنسا و انجلترا حول السيطرة على افريقيا الشمالية.
- كثرت الغارات البحرية الفرنسية ضد الجزائر ، ففي عام 1663 شنت فرنسا حملة عسكرية بقيادة الدوق دوبوفور ( Duc Beaufourt ) للاستيلاء على مدينة الجزائر ، و لكن هذه المحاولة باءت بالفشل ، فنظمت حملة أخرى انطلقت من ميناء تولون ( Toulon ) يوم 23 جويلية 1664 تحتوي على 83 سفينة و 8000 عسكري بقيادة كولبير( Colbert ) و الدوق دوبوفور و نزلت بجيجل ، لكن سكانها و الأتراك أجبروهم على الرحيل بعد معركة دموية خسرت فيها فرنسا العديد من بواخرها و جنودها . فكرر ملك فرنسا لويس الرابع عشر عام 1665 هجوما آخر فاشلا على كل من مدن شرشال و القل و جيجل ، و لم يعد السلم بين الدولتين إلا بإبرام اتفاقية جديدة مع فرنسا. في 7 ماي 1666 التي نصت على اطلاق الأسرى من الجانبين و مسالمة سفن الجانبين في البحار ، و بعد إبراهم المعاهدة حصل هدوء نسبي بين البلدين لتدخل قوات أخرى في الصراع .
- قامت انجلترا عام 1669 بشن هجوم على الجزائر و الاعتداء على مراكبها في عرض البحر لكن المدفعية الجزائرية أجبرتها على العودة ، و في سنة 1671 هاجم الانجليز ميناء بجاية و أضرموا النار في اثني عشر مركب جزائري ، كما هاجموا ميناء الجزائر و اضرموا النار في ثلاثة مراكب .
- دخل حلبة الصراع ضد الجزائر إلى جانب الفرنسيين و الانجليز كل من الاسبان و الهولنديين ، و كاد الأمر يتحول الى تحالف أوروبي ضد الجزائر ، إلا أنها تفطنت وفوتت الفرصة فصالحت الهولنديين عام 1663 لمحاربة الفرنسيين ، و صالحت الفرنسيين لتحارب الانجليز و الهولنديين ، و في عام 1671 صالحت الانجليز لتعود الى الحرب مع فرنسا و هكذا.
ب- على الصعيد الداخلي :
- الانفصال عن الخلافة العثمانية و الاستقلال بالجزائر من الناحية الشكلية .
- امتنع الرياس عن تقديم الدعم الاقتصادي للانكشاريين " الطبقة الحاكمة" و كانوا يسعون إلى إثارة الاضطرابات ضد الأغوات محاولة منهم لاستعادة السلطة التي سلبت منها.
- عدم رضا الأهالي عن الطبقة الانكشارية .
- فشل الآغوات في فرض نفوذهم على السلطة ، كما شبت عدة ثورات ضدهم في جهات كثيرة مثل: العاصمة ، و بلاد القبائل عام 1668 م ، نالت من هيبتهم ، و جعلتهم عاجزين على القبض بزمام الأمور. الأمر الذي شجع طائفة رياس البحر لاستعادة مكانتهم .
و بعد اغتيال علي أغا عام 1671. ألغي هذا النظام بقرار من ديوان الأوجاق و الذي عوض بنظام الدايات ، حيث يظل الداي في الحكم طوال حياته دون أن يكون له الحق في تعيين من يخلفه.
مقتطف من محاضرة للدكتورة بوزيفي وهيبة يمكنكم الاطلاع عليها من خلال الضغط على العنوان التالي :
== / الجزائر في ظل الحكم التركي العثماني ( 1518م -1830م)
تشهد هذه الفترة جملات فرنسية ضخمة على مدينة القل سكيدة 1663م
ردحذف